الْأَيَّامُ) في تربية الأمة المسلمة ، إعداد لها لدور أعلى :
(وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ) ١٤١.
والفرق بين المحص والفحص ان الفحص هو إبراز الشيء عما هو منفصل عنه والمحص ابرازه عما هو متصل به من الخليط والدخيل.
(.. وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (١٥٤) ، آيتان لا ثالثة لهما في القرآن تمحصان الذين آمنوا ما في قلوبهم.
فذلك الاتخاذ وهذا التمحيص من كتلة الإيمان على مدار الزمن كما ينحو منحى الانتخاب لأخلص المخلصين وجاه الكافرين منذ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ظهور المهدي (عليه السلام) ، كذلك وبأحرى ينحو نحو هذه الدولة المباركة التي يلزمها هؤلاء الشهداء الممحصون ، من الثلاثمأة وثلاثة عشر رجلا اصحاب ألويته ، ثم ومن العشرة آلاف جنوده الأصلاء.
فان (يَمْحَقَ الْكافِرِينَ) بصورة طليقة حقيقة في محقهم ، ليس إلّا ملئت الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا (١) ولا نجد محقهم ـ ككل ـ إلا في هذه الآية وتلك الدولة الكريمة ، اجل وأصحاب المهدي (عليه السلام) هم من المؤمنين المعلمين الشهداء الممحصين الصامدين. الماحقين للكافرين عن بكرتهم ، فلا يبقى إلا الموحدون لله مهما بقيت قلة قليلة من اهل الكتاب الموحدين ، فقد «والله لتمحصن والله لتميزن والله لتغربلن حتى لا يبقى منكم إلا الأبذر وهو ان يدخل الرجل فيه الطعام يطين عليه ثم يخرجه قد أكل بعضه
__________________
(١) تفسير البرهان ١ : ٣١٨ العياشي عن الحسن بن علي الوشا بإسناد له يرسله الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ... قلت وما الأبذر؟ قال : الأبذر هو ...