عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩ : ١٠٢).
وهم المرجون لأمر الله (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١٠٦).
ثم التوبة من الله واجبة أم مرجوة ـ مشروطة بشروط عدة ، لا توبة كاملة إلّا بها ، أن تكون نصوحا : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) (٦٦ : ٨) والإيمان والعمل الصالح بعدها : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ) (٢٥ : ٧٠) والإصلاح والبيان : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ) (٣ : ١٦٠) وجماع الأمر في التوبة الصالحة هو الذي يرجع فيه التائب إلى حالته الشخصية والجماعية قبل العصيان ، إصلاحا خارجيا بعد إصلاح داخلي وهو يختلف حسب اختلاف حقول العصيان وإبعاده بآثاره وأبعاده.
فالذي ضل وأضل آخرين ليست توبته ـ فقط ـ إصلاح نفسه ، بل وإصلاح الآخرين ، فلو تاب الله عليه ولمّا يصلح المضلّلين ام لم يسطع عليه ، كانت هذه توبة من الله ظالمة بحق المضلّلين ، واما الظلم في غير الإضلال فقد توجد للتوبة عنه سبيل دون ذلك ، كأن يعمل من الصالحات وهو لا يسطع على رضى المظلوم فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم قضية رحمته الواسعة ، ما لم يناف العدل ، فقد كتب على نفسه العدل كما كتب على نفسه الرحمة.
ذلك ، وأما التوبة عما عصى الله ، بينه وبين الله ، دونما تعدّ على عباد الله ، فقد يكفي في توبته إلى الله واقعها النّصوح مهما كان عند الموت ، ولكن قبولها ليس على الله فهو من (مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ).
فإنما التوبة الواجبة على الله إلى عبده هي في سيئة عن جهالة ثم توبة من قريب ، دون فصل أم بفصل قريب غير غريب لكيلا يعد من المصرين العامدين