وهذه هي اللمسة الأخيرة في التعقيب على حق المحظورات والمحبورات الجنسية تتولى بيان رحمة الله الرحيمة بضعف الإنسان ، تخفيفا عن عبء التكاليف الصعبة الملتوية قدر ضعفه في الخلقة ، وكما بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالشريعة السهلة السمحاء ، وهكذا كانت كل التشاريع الإلهية مهما كانت درجات.
ذلك ، رغم أن الكثير من المجاهيل الأغبياء يحسبون التقيد بمنهج الله ـ وبخاصة في علاقات الجنسين ـ يحسبونه شاقا مجهدا ، ثم الانطلاق مع طليق الشهوات واللّامبالاة حاقا منجدا ف (تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ)!
حيث التجرد في علاقات الجنسين ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ، فلقد كانت فوضى العلاقات الجنسية هي التقدمية البيضاء للحضاريين في الجاهلية الأولى والأخيرة ، فحطّمت الحضارتين قديمة وحديثة وحتمّ على الحضاريين ولا سيما في القرن العشرين انهيار الطاقات الروحية والبدنية وانهيار كافة ميزات الإنسانية (١)
__________________
(١) من كتاب الحجاب للسيد على المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان ص ١١٣ ـ ١١٤ : «إن أول ما جر على الفرنسيين تمكن الشهوات منهم اضمحلال قواهم الجسدية وتدرجها الى الضعف يوما فيوما ، فإن الهياج الدائم قد أوهن أعصابهم وتعبد الشهوات يكاد يأتي على قوة صبرهم وجلدهم وطغيان الأمراض السرية قد أجحف بصحتهم فمن أوائل القرن العشرين لا يزال حكام الجيش الفرنسي يخفضون من مستوى القوة والصحة البدنية المطلوب في المتطوع للجند الفرنسي على فترة كل بضع سنين لأن عدد الشبان الوافين بالمستوى السابق من القوة والصحة لا يزال يقل ويندر في الأمة على مسير الأيام ..» وهذا مقياس أمين يدلنا كدلالة مقياس الحرارة ـ في الصحة والتدقيق ـ على كيفية اضمحلال القوى الجسدية في الأمة الفرنسية ومن أهم عوامل هذا الاضمحلال الأمراض السرية الفتاكة ، يدل على ذلك أن كان عدد الجنود الذين اضطرت الحكومة الى أن تعفيهم عن العمل وتبعث بهم الى المستشفيات في السنتين الأوليين من سني الحرب ـ