__________________
ـ بيتهم أيضا ، وذلك أنهم يظلون مدة عشر سنين أو أكثر يهيمون في أودية الفجور أحرارا طلقاء ثم يأتي عليهم حين من دهرهم يملون تلك الحياة الشريدة المتقلقلة ، فيتزوجون بامرأة بعينها حتى يجمعوا بين هدوء البيت وسكينة ولذة المخادنة الحرة خارج البيت ، وهكذا تدهورت فرنسا وهكذا هزمت في كل حرب خاضتها وهكذا تتوارى عن مسرح الحضارة ثم عن مسرح الوجود يوما بعد يوم حتى تحق سنة الله التي لا تتخلف وإن بدت بطيئة الدوران في بعض الأحيان بالقياس الى تعجل الإنسان!
أما في الدول التي لا تزال تبدو فتية أو لم تظهر فيها آثار الدمار واضحة بعد فهذه نماذج مما يجري فيها :
يقول صحفي ممن زار السويد حديثا ... بعد أن يتحدث عن حرية الحب في السويد وعن الرخاء المادي والضمانات الاجتماعية في مجتمعها الاشتراكي النموذجي :
«إذا كانت أقصى أحلامنا أن نحقق للشعب هذا المستوى الاقتصادي الممتاز وأن نزيل الفوارق بين الطبقات بهذا الاتجاه الاشتراكي الناجح وان نؤمن المواطن ضد كل ما يستطع أي عقل أن يتصوره من أنواع العقبات في الحياة .. إذا وصلنا الى هذا الحلم البهيج الذي نسعى بكل قوانا وإمكانياتنا الى تحقيقه في مصر .. فهل نرضى نتائجه الأخرى؟ هل نقبل الجانب الأسود من هذا المجتمع المثالي؟ هل نقبل «حرية الحب» وآثارها الخطيرة على كيان الأسرة؟ دعونا نتحدث بالأرقام ...»
مع وجود كل هذه المشجعات على الاستقرار في الحياة وتكوين أسرة فإن الخط البياني لعدد سكان السويد يميل الى الانقراض ... مع وجود الدولة التي تكفل للفتاة إعانة زواج ثم تكفل لطفلها الحياة المجانية حتى تخرج في الجامعة فإن الأسرة السويدية في الطريق الى عدم إنجاب أطفال على الإطلاق ، يقابل هذا انخفاض مستمر في نسبة المتزوجين وارتفاع مستمر في نسبة عدد المواليد غير الشرعيين مع ملاحظة أن عشرين في المائة من البالغين الأولاد لا يتزوجون أبدا.
لقد بدء عهد التضييع وبدأ معه الاجتماع الاشتراكي في السويد عام ١٩٢٠ الى ١٦ في المائة والإحصاءات بعد ذلك لم أعثر عليها ولكنها ولا شك مستمرة في الزيادة.
وقد أجرت المعاهد العلمية عدة استفسارات عن «الحب الحر» في السويد فتبين منها أن الرجل تبدء علاقاته الجنسية بدون زواج في سن الثامنة عشرة والفتاة في سن الخامسة عشرة وان ٩٥ في المائة من ـ