__________________
ـ لاعدائهم ، لا لأنهم في حاجة الى المال ولكن لأن بهم شذوذا جنسيا ناشئا من آثار الفوضى الجنسية السائدة في المجتمع.
قبل سنوات وضع البوليس الأمريكي يده على عصابة ضخمة ذات فروع في مدن شتى مؤلفة من المحامين والأطباء ـ أي من قمة الطبقة المثقفة ـ مهمتها مساعدة الأزواج والزوجات على الطلاق بإيجاد الزوج أو الزوجة في حالة تلبس بالزنا وذلك لأن بعض الولايات لا تزال تشترط هذا الشرط لقبول توقيع الطلاق ومن ثم يستطيع الطرف الكاره أن يرفع دعوى على شريكه بعد ضبطة عن طريق هذه العصابة متلبسا وهي التي أوقعته في حبائلها!
كذلك من المعروف أن هناك مكاتب مهمتها البحث عن الزوجات الهاربات والبحث عن الأزواج الهاربين وذلك في مجتمع لا يدري فيه الزوج إن كان سيعود فيجد زوجته في الدار أم يجدها قد طارت مع عشيق ، ولا تدري الزوجة إن كان زوجها الذي خرج في الصباح سيعود إليها أم ستخطفه أخرى أجمل منها أو أشد جاذبية ، مجتمع تعيش البيوت فيه هذا القلق الذي لا يدع عصبا يستريح.
وأخيرا يعلن رئيس الولايات المتحدة أن ستة من كل سبعة من شباب أمريكا لم يعودوا يصلحون للجندية بسبب الانحلال الخلقي الذي يعيشون فيه.
وقد كتبت إحدى المجلات الأمريكية منذ أكثر من ربع قرن تقول :
عوامل شيطانية ثلاثة يحيط ثالوثها بدنيانا اليوم وهي جميعها في تسعير سعير لأهل الأرض أولها الأدب الفاحش الخليع الذي لا يفتأ يزداد وقاحة ورواجه بعد الحرب العالمية الأولى بسرعة عجيبة ، والثاني الأفلام السينمائية التي لا تذكي في الناس عواطف الحب الشهواني فحسب بل تلقنهم دروسا عملية في بابه ، والثالث المستوى الخلقي في عامة النساء الذي يظهر في ملابسهن بل في عريهن وفي اكثارهن من التدخين واختلاطهن بالرجال بلا قيد ولا التزام. هذه المفاسد الثلاثة فينا الى الزيادة والانتشار بتوالي الأيام ، ولا بد أن يكون مآلها زوال الحضارة والاجتماع النصرانيين وفناءهما آخر الأمر ، فإن نحن لم نحد من طغيانها فلا جرم أن يأتي تاريخنا مشابها لتاريخ الرومان ومن تبعهم من سائر الأمم الذين قد أوردهم هذا الإتباع للأهواء والشهوات موارد الهلكة والفناء مع ما كانوا فيه من خمر ونساء أو مشاغل رقص ولهو وغناء.
والذي حدث أن امريكا لم تحد من طغيان هذه العوامل الثلاثة بل استسلمت لها تماما وهي تمضي في ـ