ذلك ، ويا للهول من الحسد العارم أن يجرّ بصاحبه الى تلكم المجرات السحيقة الكافرة ، حسدا على ما آتى الله من فضله أمة أخرى ، كأن لهم نصيبا من الملك :
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) ٥٣.
فالملك روحيا وزمنيا لله يؤتيه من يشاء ويعزله عمن يشاء (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣ : ٢٦).
ويكأن لهم نصيبا من الملك وجاه ملك الله ، أم تخويلا من الله ، فهم يقتسمون الملك لمن يشاءون : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
__________________
ـ الإسلامية بالمدينة المنورة فسألني من أي المذاهب أنت ، قلت المذهب الإسلامي ، قال : أسألك عن مذهبك وتجيبني عن دينك؟ قلت : لم يأت رسول الإسلام بمذاهب وإنما أتى بدين واحد هو الإسلام ، قال : أقول : لك أنت من أي المذاهب الإسلامية الموجودة ، سني أم شيعي؟ قلت : أنا مسلّم سني أستن بسنة رسول الله (ص) وشيعي أشايع رسول الله (ص) قال : أظنك تتقي في مذهبك ، قلت : كيف أتقي عميد الجامعة الإسلامية في مذهب إسلامي هو أصل الإسلام وأنا فيه ، قال : أظنك رافضيا شيعيا وهم شر من اليهود ، فتلوت عليه هذه الآية وقلت : إذا فأنت شر منهما حيث تفضل اليهود على طائفة إسلامية تشارككم في أصول الإسلام وفروعه مهما اختلفت الآراء حول بعض الفروع ، كما ويختلف المجتهدون في كل مذهب مع بعضهم البعض في بعض الفروع.
هذا ، وذلك من المبكي المخزي أن يتجرأ مسلّم على تفضيل الكافر على مسلم لأنه لا يوافقه في مذهبه الفقهي الخاص!.
وكما سمعت بعض الشيعة في لبنان يفضلون الإسرائيليين على الفلسطينيين المسلمين لخلافات بينهم سياسية أو مذهبية!