وابتزاز منه ، بل وموالاتهم محرمة على أية حال اعتزازا وسواه من غايات (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) فظاهرة الولاية ـ فقط ـ والضرورات تقدر بقدرها : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٣ : ٢٨) وقد فصلنا القول حول ولايتهم والتقية منهم على ضوء هذه الآية فلتراجع.
ذلك ، ومن موالاتهم ألا تقعدوا معهم حين يكفرون بآيات الله ويستهزءون أو يمنعون فينتهون :
(وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) ١٤٠.
(قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ) من ذي قبل كما في الأنعام المكية ـ وهذه مدنية ـ : (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٦٨).
فكما الخوض مع الخائضين هو من شيمة الكافرين : (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) (٧٤ : ٤٥) كذلك القعود معهم حيث تتأثر بخوضهم أم لا تؤثر في تركهم ساكتا فيحسبونه منهم ف (إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) مهما اختلف خائض ومشارك معه ، وقاعد ساكت عنه ، فإنهم ثالوث الدركات.
ذلك ، إلّا أن يعني القعود معهم الرد عليهم في مجلسهم ، أو المحاولة فيه حيث تسمعهم ما يقولون ثم تخلوا بالمؤمنين العارفين لكي تدبّر الإجابة عن شطحاتهم والرد على كفرهم واستهزاءهم.