حكما زمنيا والحكمان هما من شرعة الله على سواء كما الحكمان لا ينتصبان إلّا بانتصاب إلهي خاص كالمعصومين ، أم هو عام كما في المراجع الروحيين والزمنيين والقضاة.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ٥٩.
هذه الآية هي من معارك الآراء بين مختلف الفرق الإسلامية في ثالثة الطاعة المفروضة على المؤمنين ، حيث تنازعت فيها فلترد المعني منها إلى الله والرسول.
هنا طاعة الله والرسول وأولي الأمر منكم هي قضية الإيمان المفسر ب (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) فإن الإيمان المرتكن الى هذين الركنين الركينين يتطلب طاعة تؤمّن المؤمن أمام الله في اليوم الآخر.
ذلك ، ومن المعلوم ضرورة من القرآن وعلى ضوءه السنة أن الطاعة الإيمانية هي ذات بعدين اثنين فقط : طاعة الله في كتابه وطاعة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سنته ، ثم لا مطاع بجنب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ لا سنة بالوحي بعد سنة الرسول ، اللهم إلّا من هو صادر عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كما هو نفسه صادر عن الله.
إذا فمثلثة الطاعة هي في الحق مثناها ، كما ومثناها هي موحّدها حيث الرسول لا يطاع إلا برسالة الله وبإذن الله (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ) (٤ : ٦٤).
فآيات الطاعة الإلهية والرسولية تحصر طاعة المؤمنين في هذين البعدين ،