عرض الحائط لمخالفة الآية بصورة بيّنة ، كما أن مصير المفسرة لطعامهم بذبائحهم عرض الحائط على سواء.
ذلك ، فإذا كان طعام أهل الكتاب حلّا لنا ، وهو في الأغلبية الساحقة رطبة أم لها سابقة رطوبة ، وتلمسها أيديهم بطبيعة الحال ، إذا فهم طاهرون ذاتيا ، حيث النجاسة الذاتية لزامها تنجسّ طعامهم الذي يصنعون.
ولأن الطعام يشمل ما يطعم بعد تحضيره ومنه طبخه فيما يطبخ ، كما يشمله قبل تحضيره ، فقد يشملهما ولا سيما الأوّل ، فإن صدق الطعام عليه أولى ، والمحضّر للأكل هو في الأكثرية الساحقة من المطبوخ ، فكيف يختص ـ إذا ـ طعامهم بما قبل الطبخ ، ثم والجاف منه؟ وما هو إلّا توضيحا للواضح وتخصيصا بالأكثرية المطلقة من الطعام ولا سيما الأصدق طعاما حيث الأظهر منه الحاضر ، وإبقاء لأقل قليل ، ثالوث من التخلفات لا يقبل في كلام السوقيين التافهين فضلا عن أبلغ كلام وأفصحه لرب العالمين!.
ذلك وكما أن نسبة الطعام إليهم كما إلينا لا تناسب إلّا ما صنع فيه صنع منهم أو منا ، وأما البر الذي هم يبيعون أو نحن نبيعه فلا يعبّر عنه بطعامهم أو طعامنا ، بل برهم أو برنا وما أشبه كطليق البرّ ، فإنما «طعامهم أو طعامنا» ما يطعمونه أو نطعمه والأكثرية المطلقة منه الرطب أو ما مسته الأيدي برطوبة.
والأثر متظافر على طهارتهم الذاتية من طريق الفريقين (١) ، وما لمحة الدلالة على نجاستهم الذاتية في بعض الروايات بالتي تناحر نص الآية والسنة القطعية (٢).
__________________
(١) مثل صحيحة إبراهيم بن أبي محمود قال قلت للرضا (ع) الجارية النصرانية تخدمك وأنت تعلم أنها نصرانية لا تتوضأ ولا تغتسل من جنابة؟ قال : «لا بأس تغسل يديها» (الوسائل ٣ : ١٠٢٠ ح ١١).
(٢) كصحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما قال : سألته عن رجل صافح مجوسيا؟ قال : «يغسل يده ـ