الرسالية وعلى ضوءها النقابية بين الأمة ، وكما في الأمة الأخيرة الإسلامية حيث أدى الرسول (ص) رسالته وأدى النقباء نقاباتهم ، ثم بقيت السنة الرسالية والنقابية ـ على ضوء القرآن ـ محورا لها في الرد والقبول قضية اختلافها واختلاطها فيما بينهم.
ذلك وقد يروى عن رسولنا الأعظم (ص) أن خلفاءه اثنى عشر كعدة بني إسرائيل يعني نقبائهم (١) وقد تعنيهم (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (٢ : ١٤٣) (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٢٢ : ٧٨).
ولأن النقيب فعيل يتحمل الفاعل والمفعول فقد تعني «نقيبا» هنا كلا الناقب والمنقوب ، فما لم ينقب الإنسان بصالح الحال والقال والأعمال لا يصلح أن يبعث ناقبا عن هذه في الأمة ، فقد اختارهم موسى على علم بأحوالهم المرضية فارتضاهم لنقب أحوال أمته ، وهكذا الأمر في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذ لا يحق القيام بهما إلّا لمن هو مؤتمر بما يأمر ومنته عما ينهى.
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٢٦٧ ـ أخرج أحمد والحاكم عن ابن مسعود أنه سئل كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال : سألنا عنها رسول الله (ص) فقال : إثنا عشر كعدة بني إسرائيل ، وفيه أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص): لو صدقني وآمن بي واتبعني عشرة من اليهود لأسلم كل يهودي كان ، قال كعب اثنى عشر وتصديق ذلك في المائدة (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) وفيه اخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس أن موسى (ع) قال للنقباء الاثنى عشر سيروا اليوم فحدثوني حديثهم وما آمرهم ولا تخافوا أن الله معكم منا أقمتم الصلاة ...