فحق الرسالة وحاقّها كما استمراريتها بمن يمثّل الرسول المعصوم (ص) دعوة بالكتاب المعصوم.
وهنا يحق القول (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).
ذلك ، وكلما كان الدين والقوانين أتم وأبقى ، كانت الخلافة المعصومة للحفاظ عليه أوجب وأحرى ، فكيف يظن برسولنا الأعظم (ص) أن يهمل الأمة بعده بلا راع يرعاها حق رعايتها رسوليا ورساليا.
فلقد كان (ص) إذا يخرج في غزوة أو غيرها يخلّف مكانه وبمكانته رجلا يدير رحى المجتمع الإسلامي حتى يرجع ، كما خلف عليا (ع) قائلا : «إن المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك».
فمن كان هذا دينه وهاتيك قوانينه وسيرته في حياته الرسولية المحدودة فما تظن به يفعل في حياته الرسالية بعده وإلى يوم القيامة؟ فهل تظنه يهمل الأمة حيارى بعد ارتحاله تعصف بهم عواصف الضلالة دون ممثل له يمثله في قيادتهم الروحية والزمنية ، مع أن الضرورة إلى ذلك أشد والحاجة إليه آكد!.
ذلك ، وترى العصمة المضمونة للرسول (ص) حتى يبلغ ما أنزل إليه هي العصمة عن بأس المشركين وقد فتحت عاصمة التوحيد من ذي قبل واستسلمت جموع الإشراك أمامه طوعا أو كرها؟!.
أو ترى أن ضمان العصمة هو ـ فقط ـ عن بأس أهل الكتاب؟ وقد أسست دولة الإسلام في المدينة والرسول (ص) يعيش قمة قوتها وشوكتها وهو في أخريات أيام حياته الرسولية؟!
وما احتفاف الآية بعصمتها بآيتي التنديد بأهل الكتاب ـ ولا سيما في