ذلك هو الغدير في الكتاب والسنة وقد غرق فيه عالم كثير ونجى الكثير ممن وفى لرعاية الحق حيث ركبوا سفينة نجاة الولاية الكبرى المحمدية (ص) لعلي أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين.
وما النقاش في المعنيّ من ولايته إلّا كنقش على الماء والهواء فإنه هباء وخواء والله منه براء.
فتلكما آيتا الغدير من التبليغ وتكميل الدين ، وهاتيك روايات الغدير ، فتراهما تعنيان ذلك الحشد الكبير في بلاغ منقطع النظير ما تشترك فيه كافة المؤمنين أم جماعة منهم خصوص؟ وليس في الدور إلّا علي أمير
__________________
ـ فضل صاحبه على عهد رسول الله (ص) ثم ان المفضول ان عمل بعد وفاة رسول الله (ص) بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله (ص) أيلحق به؟ قال : فأطرقت فقال لي : يا إسحاق؟ لا تقل : نعم ، فانك إن قلت نعم أوجدتك في دهرنا هذا من هو اكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة ، فقلت : أجل يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول الله (ص) الفاضل أبدا ، قال : يا إسحاق! هل تروي حديث الولاية؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : اروه ، ففعلت ، قال يا إسحاق أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه؟ قلت : إن الناس ذكروا ان الحديث انما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي وأنكر ولاية علي فقال رسول الله (ص) : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : في أي موضع قال هذا؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع؟ قلت : اجل ، قال : فانّ قتل زيد بن حارثة قبل الغدير كيف رضيت لنفسك بهذا ، اخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمسة عشر سنة يقول : مولاي مولى ابن عمي ايها الناس فاعلموا ذلك ، أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه للناس ما لا ينكرون ولا يجهلون؟ فقلت : اللهم نعم ، قال : يا إسحاق أفتنزه ابنك عما لا تنزه عنه رسول الله (ص) ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم ان الله جلّ ذكره قال في كتابه : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعمو أنهم ارباب ولكن امروهم فأطاعوا أمرهم.