قدير ، الشجرة الرفيعة الطيبة ، مأمول لإفناء ما كان وإطفاء النائرة وهو الكل والتاج (١).
لذلك ، وأن العمائم تيجان العرب (٢) ، لقد عمم الرسول (ص) الأمير (ع) يوم الغدير بعمة خاصة تعرب عن العظمة والجلال ، وتوجّه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك الحشد العظيم تدليلا على أن المتوّج بها يومذاك مقيّض بإمرة المؤمنين كإمرته (ص) فهو يبلغ المسلمين بخطبته تلك الهامة ويتوجه بمثل عمته تلك السحاب ، وكما قال (ع): عمني رسول الله (ص) يوم غدير خم بعمامة فسد لها خلفي ، وأن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة» (٣) ولمّا عمّمه (ص) قال له : يا علي العمائم تيجان العرب (٤).
أجل ، فقد عممه (ع) عمّته السحاب حيث وهبها لعلي (ع) فربما طلع علي فيها فيقول (ص) : «أتاكم علي في السحاب» (٥).
__________________
(١) ذلك وحي الطفل لحمان حطوفاه نزل عليه قبل مبعث الرسول (ص) بسبعين سنة أوردناه في كتابنا رسول الإسلام في الكتب السماوية ، وعده الشنبلجي في نور الأبصار ٢٥ من ألقابه (ص).
(٢) رواه القضاعي والديلمي وصححه السيوطي في الجامع الصغير ٣ : ١٥٥ وأورده ابن الأثير في النهاية عنه (ص).
(٣) رواه الحافظ عبد الله ابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي وابن منيع البغوي وأبو بكر البيهقي في كنز العمال ٨ : ٦٠ عنه (ع) ورواه من طريق السيوطي عن الاعلام الأربعة السيد احمد القشاشي في السمط المجيد وفي كنز العمال عن مسند عبد الله بن الشنحير عن عبد الرحمن بن عدي البحراني عن أخيه عبد الأعلى ان رسول الله (ص) دعا علي بن أبي طالب فعممه وأرخى عذبة العمامة من خلفه.
(٤) رواه الحافظ الديلمي عن ابن عباس قال : لما عمم رسول الله (ص) عليا بالسحاب ..
(٥) قال الغزالي في البحر الزخار ١ : ٢١٥ كانت له عمامة تسمى السحاب فوهبها ... ـ