وهكذا يتوجه الرسول (ص) بتاجه السحاب ليسحب أمته من بعده إليه كما كانوا مسحوبين اليه (ص) تكملة لبيان الخلافة الكبرى بعده فلا يرتاب احد إلّا الذين هم حاقدون فاقدون للإيمان.
فتلك مصارح للأولوية الطليقة في إمرة المؤمنين لعلي أمير المؤمنين (ع) في مسارح من خطبة الغدير وهذا تاج الإمرة في ختامها ، وهاتيك القرائن العشرون أو تزيد متصلة ومنفصلة ، كتابا وسنة في عناية الأولوية من المولى ، ورواة الغدير المائة وعشرة عن الرسول (ص) ، والمؤلفون حولها الستة والعشرون والتابعون الأربعة وثمانون ، والعلماء طيلة القرون الاسلامية الراوون إياه عن الصحابة والتابعين الثلاثمائة والستون ، والمصدقون لقاطع تواتره الثلاثة والأربعون ، والمناشدون به من علي وفاطمة والحسنان عليهم السلام ومعهم كثيرون ، والمهنئون بإمرته (ع) ومنهم الشيخان وكثير سواهما!.
ذلك وقد أورد قصة الغدير كل المؤرخين عن بكرتهم ، ومن كبراءهم خمسة وعشرون مؤرخا (١).
تلك قصة الغدير ، فهل ترى أصرح منها في تأمير الأمير ، فما لها من
__________________
ـ وقال الحلبي في السيرة ٣ : ٣٦٩ كان له (ص) عمامة تسمى السحاب كساها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فكان ربما طلع عليه علي كرم الله وجهه فيقول (ص) : أتاكم علي في السحاب يعني عمامته التي وهبها له.
(١) كالبلاذري وابن قتيبة والطبري وابن زولاق والخطيب البغدادي وابن عبد البر والشهرستاني وابن عساكر وياقوت الحموي وابن الأثير وابن أبي الحديد وابن خلكان واليافعي وابن الشيخ البلوي وابن كثير وابن خلدون وشمس الدين الدبسي والنويري وابن حجر العسقلاني وابن الصباغ والمقريزي والسيوطي والقرماني ونور الدين الحلبي وغيرهم (الغدير ١ : ٦).