علما ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (ص) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة.
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه (ص) فقلت يا رسول الله (ص) ما هذه الرنّة؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلّا أنك لست بنبيّ ولكنك وزير ، وانك لعلى خير» (١).
«كنت أيام رسول الله (ص) كجزء من رسول الله (ص) ينظر إلي الناس كما ينظر إلى الكواكب في أفق السماء ، ثم غضّ الدهر مني فقرن بي فلان وفلان ، ثم قرنت بخمسة أفضلهم عثمان فقلت وا ذفراه ، ثم لم يرض الدهر لي بذلك حتى ارذلني فجعلني نظيرا لابن هند وابن النابغة ، لقد استنت الفصال حتى القرعى» (٢).
«أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وإنه ليعلم أن محلّي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ولا يرقى إليّ الطير ... فرأيت ان الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا .. حتى إذا مضى الأول لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله وللشورى ، متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر» (٣).
«فو الله ما زلت مدفوعا عن حقي ، مستأثرا عليّ ، منذ قبض الله نبيه (ص) حتى يوم الناس هذا» (الخطبة ٦ / ٤٩).
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة ١٩٠ / ٤ / ٣٧٣.
(٢) شرح النهج لأبن أبي الحديد ٧٣٣.
(٣) خطبة الشقشقية ٤ / ٤٧.