بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
أجل ف (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ـ أو ـ (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) كفروا عن شرعة التوحيد الكتابية ، ولا نجد في الأناجيل ـ على تحرّفها ـ نصا أو ظاهرا في ألوهية المسيح أو بنوته لله أو التثليث! كما فصلنا البحث حوله على ضوء الآية (١٧١) من النساء.
وليست خرافة ألوهية المسيح أو بنوته لله أو الثالوث إلّا من المختلقات الكنسية منذ صعود المسيح (ع) وقد ترسبت هذه المختلقات الزور إلى حدّ يعتبر سواها من التوحيد ، أم وبنوة المسيح التشريفية من البدع (١).
__________________
(١) البدع ، ١ ـ ٤ مذهب المونارخيانيةMONARCHIANISME منذ نهاية القرن الأول قام مبتدعون متهودون : «قيرنتوس والإبيونيون» ـ على حد تعبير مذهب الثالوث ـ يدعون الى التوحيد المشدد والأقنوم الواحد ـ الإله الواحد ـ! فأنكروا ألوهية المسيح : (القديس ايريناوس في كتابه ضد المبتدعين ١ ـ ٢٦) وفي نهاية القرن الثاني قامت البدعة : المورناخيانية ـ تعلم : أنه ليس في الله إلّا أقنوم واحد : (ترتليانوس في كتابه ضد بركسياس : ٣) وهذه البدعة تقسم تبعا لموقفها من شخص المسيح إلى فرعين :
١ ـ المونارخيانية الديناميكية أو المتبنية ، تعلم : أن المسيح إنسان عادي بسيط وله بطريقة فائقة الطبيعة من الروح القدس ومن مريم العذراء وقد هباه الله يوم اعتماده وبنوع خاص : القوة الإلهية وتبناه ـ تشريفيا ـ.
وأهم القائلين بهذه البدعة «تادوتس» الدباغ البزنطي ، الذي ادخل تعاليمه روما حوالي سنة ١٩٠ ففصله عن الكنيسة البابا القديس فكتور الأول (١٨٩ ـ ١٩٨) بولس السميصاني مطران انطاكيا الذي حكم عليه كمبتدع خلعه مجمع انطاكيا المنعقد سنة ٢٦٨ وفوتينوس اسقف سرميوم الذي خلعه مجمع انعقد في سرميوم سنة ٣٥١.
٢ ـ مذهب عدم المساوات SUBORDINATION ISME يسلم هذا المذهب على خلاف سابقه بثلاثة أقانيم إلّا أنه ينكر على الأقنوم الثاني والأقنوم الثالث مساواتهما ـ