الغلاة والقدرية» (١) و «احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإن الغلاة شر خلق الله يصغرون عظمة الله ويدعون الربوبية لعباد الله وان الغلاة لشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا» (٢) و «إن فيهم من يكذب حتى ان الشيطان ليحتاج إلى كذبه»(٣) و «لعن الله الغلاة والمفوضة فإنهم صغروا عصيان الله وكفروا به وأشركوا وضلوا وأضلوا فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق» (٤).
ولقد كثر الغالون على مدار الزمن الرسالي في أصول الدين والمذهب وفروعه ، متنقبين نقاب الإخلاص وهم عنه في إفلاس ، وهم أخطر على الحق من الكفار والمنافقين حيث يخوضون مختلف حقول الدين ويشوهونه بنقاب الدين.
فالقائل بالولاية التكوينية أو التشريعية لنبي أو وصي نبي فضلا عمن سواهما غال فإنهما من ميزات الربوبية ، كما القائل بالتفويض فيهما فإنه من نفس النمط ، والقائل بشفاعتهم الطليقة عن اذن الله ، وان ولايتهم تغني عن سائر التكاليف مثل ما يروى ان «حب علي حسنة لا يضر معهما سيئة» وما أشبه من الغلو المورط في معاصي الله ومآسي الأمور!.
وأحاديث التفويض مردودة أو مأولة ، ف «ما فوض إلى رسول الله (ص) فقد فوضه إلينا» (٥) يعني تفويض الولاية الشرعية فحسب ، فيجب ـ إذا ـ التفويض إليهم بطاعتهم الطليقة كما يجب التفويض اليه (ص) في طاعته كما قال الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٤ : ٥٩) وكما لا تعني طاعة الرسول فوق ما أرسل به من احكام الله ، كذلك
__________________
(١ ـ ٤). على الترتيب في سفينة البحار ٣ : ٣٢٤ ـ ٣٢٥ عن النبي (ص) والصادق (ع).
(٥) سفينة البحار ٣ : ٣٨٦ عن الصادق (ع).