طاعتهم التي هي استمرارية لطاعته.
واما ان يحلوا شيئا أو يحرموا ما لم يحكم به الله ، أو يطلبوا من الله شيئا من ذلك فذلك جرأة على الله محادة ومشاقة (١).
ذلك ، فكل ما ورد من نسبة علم الغيب ما كان وما يكون وما هو كائن إليهم عليهم السلام ، وأنهم هم وسائل الخلق المفوض إليهم أمره تكوينا أو تشريعا ، أماذا من شؤون الربوبية ، كل هذه مردودة أو مأولة ، ومما يروى عن الصادق (ع): «ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه إلينا وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا» (٢).
ف «ما يجوز وما لا يجوز» محوّل إلى نص من الكتاب أو السنة القطعية ، إضافة إلى ما يراه العقل السليم من مختصات الربوبية غير الجائز تحولها إلى غير الله ، بإذن منه أو سواه ، كذاته تعالى وصفاته وأفعاله ، فإنه «باين عن خلقه وخلقه باين عنه» بينونة في هذه الثلاث كلها.
فالأمور ثلاثة ، منها المختصة بالله لا تعدوه إلى سواه ، ومنها العامة
__________________
(١) المصدر عن الكافي عن محمد بن سنان قال كنت عند أبي جعفر عليهما السلام فأجريت اختلاف الشيعة فقال : يا محمد إن الله تعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة صلوات الله عليهم وآلهم فمكثوا الف ـ الف الف ـ سنة ثم خلق جميع الأشياء فاشهدهم خلقها واجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم فهم يحلون ما يشاءون ، بإذن الله تبارك تعالى ، ثم قال يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ومن تخلف عنها محق ومن لزمها لحق خذها إليك يا محمد». أقول : لم يأذن الله لهم في ربوبيته فإنما يأذن في غيرها من الأمور غير المختصة به تعالى من بلاغ أحكامه ومن شفاعة باذنه أماهيه.
(٢) سفينة البحار ١ : ٣٢ خص عن المفضل قال : قال أبو عبد الله (ع) : ....