فواقع لمسؤولية أخرى ف (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ) بعدئذ (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) إلى هدي أنفسكم كواقع وإلى هدي من سواكم كبلاغ حين لا يهتدون.
فلا تعني الآية ـ إذا ـ سلب المسؤولية الدعائية المثبتة على عواتق المؤمنين ، الثابتة بتواتر الآيات والروايات التي تحمل فرض الدعوة والدعاية والتوجيه والأمر والنهي ، وإنما تعني ـ فيما تعني ـ أن واقع الضرر اللّازب هو الّا تقوا أنفسكم ، وأما وقاية الآخرين كواقع فليست هي من مسئوليات الداعية حتى الرسول ف (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وإنما المسؤولية الثانية هي دعوة الآخرين وهي من ضمن (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) حيث الدعوة هي من الواجبات على المؤمنين بشروطها.
إذا فالمحور الأصيل الذي ليس عنه بدليل (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) ثم إذا حققتم حق الهدى في أنفسكم ومن ثم دعوتم الآخرين فلم تؤثر فيهم ، إذا (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ).
ذلك ، وحتى إذا اهتديتم في أنفسكم وتركتم الهداية للآخرين فأيضا (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ) كثيرا (إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) حيث الأصل هو (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) ومن ثم الوصل أن تهدوا الضالين كما تستطيعون ، فهذا الاحتمال يحتمل سلب الضرر نسبيا.
ومن الخطر الخطر جدا التمسك بمثل هذه الآية لترك المسؤولية الدعائية وهي نازلة في الظروف التي لا تنفع الدعوة ـ أمّاهيه ـ وهكذا يجيب الرسول (ص) من سأله عنها بقوله : «بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهدى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام إن من وراءكم أيام الصبر ، الصابر فيهن مثل القابض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين