ثم (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) بعد الصلاة ، فهذه سياجات ثلاث ل (آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) : ١ ـ عدلهما في شرعتهما ، ٢ ـ إقسامهما بالله توكيدا لصدق شهادتهما ألا يشتريا به ثمنا قليلا ، و ٣ ـ أن ذلك الحلف هو بعد صلاتهما ، وهذه الثلاث تسد فراغ إيمانهما «إن ارتبتم».
ثم «إن عثر» والعاثر هو صاحب الحق في الوصية وصيا وموصى إليه ، (عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا) طلبا لتحقيق إثم هو إبطاء عن الثواب ، إبطاء عن حق الوصية ، ف «شاهدان» «آخران (يَقُومانِ مَقامَهُما) في هذه الشهادة ، وهما (مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) الإثم ، فالإثم المستحق ب (آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) هو الفاعل ل (اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) ثم «الأوليان» وصف ثان ل (فَآخَرانِ يَقُومانِ) ف (الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ) هنا هم أصحاب الوصية وصيا وموصى له وورثة ، ف «الأوليان» هما من هؤلاء ، إن ورثة فهم أحق من الكل ، وان موصى لهم فأحق من الوصي ، (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ).
(ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(١٠٨) :
«ذلك» التأكيد الأكيد في أبعاد الشهادة للوصية ، والحياطة البالغة فيها (أَدْنى أَنْ يَأْتُوا)(آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) (بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها) دون إثم أو ظلم ، وحين لا يأتون (أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ) لهم (بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) أولاء الآخران الأوليان فيفتضحوا في شهادتهم الآثمة (وَاتَّقُوا اللهَ) في كل حقول الشهادة «واسمعوا» عظة الله ، وشهادة الله وحق الله واعلموا ان (اللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(١).
__________________
(١) المصدر اخرج الترمذي وضعفه وابن جرير وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة من طريق أبي النضر وهو الكلبي عن باذان ـ