كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ..) (٣ : ٦٤).
ولكن هل وجدنا لهم أذنا صاغية اللهم إلّا قليلا منهم وفى لرعاية الحق فآمن أم كان على حياد ، ولكن الضابطة في اليهود والنصارى ، الثابتة معهم ، أنهم لا يحبّذون شرعة بعد الكتابين مهما تظاهروا بالمحاباة ، وإن كان النصارى أقرب مودة من اليهود حين المقايسة بينهما.
كيف وهم أولاء الذين يقولون للمشركين (هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) وهم الذين كانوا يناصرون المشركين ضد المسلمين منذ البداية ، ثم شنّو الحروب الصليبية طوال عامين ، وارتكبوا فضائع الأندلس ، وشردوا المسلمين أخيرا من فلسطين ومن كل مكان لهم بالإمكان.
وهنا (بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) هي قضية حقيقية لا تختص بزمان دون زمان أو مكان دون مكان ، أو جيل منهم دون جيل ، إنها قضية المفاصلة العقيدية منهم الخليطة بتحريفات وتجديفات ، فهم منذ ولد الإسلام أصبحوا أوّل المحاربين إياه حتى نهوا : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) فهم يلي بعضهم بعضا ضد المسلمين في كل فجاج الأرض ، وقد تلمّح اسمية الجملة «أولياء» ـ دون «يتولون» ـ على اسمية الحملة المتواصلة دونما انقطاع ، ورسميتها على مدار التاريخ.
ذلك (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) ضابطة عامة تحلّق على تولي الخير إلى تولي الشر ، ف «من تولى آل محمد (ص) وقدّمهم على جميع الناس بما قدمتهم من قرابة رسول الله (ص) فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد عليهم السلام ، لا أنه من القوم بأعيانهم ، وإنما هو منهم بتولّيه