تقديما ل «إن تعذبهم» حيث يستحقونه بما افتروا أم واقترفوا من إشراك بالله ، تعليلا ب (فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) وللمولى أن يعذب عباده بما قصروا ، وتأخيرا ل (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ) فإنهم عبادك مهما قصروا (فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فقضية العزة الحكيمة والحكمة العزيزة أن هؤلاء بين معذبين ومغفور لهم.
ثم وبالنسبة للصادقين الخالصين ، العائشين الصدق يوم الدنيا (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يوم الدين ، وفوق هذه الجنات جنة الرضوان حيث (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ومجمع الجنتين ولا سيما الأخرى (ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
ذلك ، ومن هؤلاء المرضيين الراضين السيد المسيح (ع) فانه من أصدق الصادقين وأصلح الصالحين.
وهنا (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) تحكّم عرى الصلاحية الأكيدة لهؤلاء الصادقين أن (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) حيث وقفوا حياتهم لمرضات الله ، كما (وَرَضُوا عَنْهُ) تسليما لمرضاته ، وذلك الرضوان المزدوج في هذا البين يتبلور أكثر في ذلك اليوم.
والمشيئة الطليقة الربانية بحق العباد تتبنّى ملكه للكون اجمع وقدرته عليه اجمع ، ف (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ) والملك الحقيقي يحوي الملك الحقيقي ، وهما ليسا إلّا لله دون سواه (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).