وأضرابهم على مدار التأريخ الرسالي.
و (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) تعم المنافقين الرسميين إلى ضعفاء الإيمان ، ففيما ذكروا مع المنافقين فهم الآخرون : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (٣٣ : ١٢) ـ (إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ) (٨ : ٤٩) ، وفيما يذكرون دون مقابل فقد يعمهما كما هنا ، وقد يعنى منهم فقط
__________________
ـ وفيه عن عكرمة في الآية ـ في بني قريظة إذ غدروا ونقضوا العهد بينهم وبين رسول الله (ص) في كتابهم إلى أبي سفيان بن حرب يدعونه وقريشا ليدخلوهم حصونهم فبعث النبي (ص) أبا لبابة بن عبد المنذر إليهم ان يستنزلهم من حصونهم فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حلقه بالذبح وكان طلحة والزبير يكاتبان النصارى وأهل الشام وبلغني أن رجالا من اصحاب النبي (ص) كانوا يخافون العوز والفاقة فيكاتبون اليهود من بني قريظة والنضير فيدسون إليهم الخبر من النبي (ص) يلتمسون عندهم القرض والنفع فنهوا عن ذلك ، وفيه أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي ٣ في شعب الايمان عن عياض أن عمر أمر أبا موسى الأشعري ان يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أزيم واحد وكان له كاتب نصراني فرفع إليه ذلك فعجب عمر وقال : ان هذا لحفيظ هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام؟ فقال : انه لا يستطيع ان يدخل المسجد ، قال عمر أجنب هو؟ قال : لا بل نصراني فانتهرني وضرب فخذي ثم قال أخرجوه ثم قرء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا ..).
وفي تفسير الفخر الرازي ١٢ : ١٦ روى عن أبي موسى الأشعري أنه قال : قلت لعمر ابن الخطاب إن لي كاتبا نصرانيا فقال : مالك قاتلك الله ألا اتخذت حنيفا أما سمعت قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) قلت : له دينه ولي كتابته ، فقال : لا أكرمهم الله إذ أهانهم الله ولا أعزهم الله إذ أذلهم الله ولا أدناهم الله إذ ابعدهم الله ، قلت : لا يتم امر البصرة إلّا به فقال : مات النصراني والسلام ، يعني هب انه قد مات فما تصنع بعده فما تعمله بعد موته فاعمله الآن واستغن عنه بغيره.