المنافقون كما (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً ..) (٧ : ٢٠).
فالقلوب الميتة بأسرها هي القلوب المنافقة رسمية ، والقلوب المريضة هي الحية التي ابتليت بشكّ ، فإذا زاد الشك لحد الموت تمحضت في النفاق ، ف (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) يشمل المنافقين وسائر المرضى ، وإن كان ظاهر المرض حياة مّا ، فالمنافق الرسمي ـ بطبيعة الحال ـ هو المصداق الأخفى ، والمسارعون في اليهود والنصارى يعمهما ، والمنافق الرسمي بينهما هو الفرد الأجلى حيث المسارعة لهم أجلى وأنكى.
إذا فبين المنافقين والذين في قلوبهم مرض عموم مطلق ، كل منافق في قلبه مرض وليس كل مريض القلب منافقا إلّا إذا كان مرض النفاق حيث يموت القلب بذلك المرض.
لقد سارعوا فيهم من ذي قبل ويسارعون لجوء إليهم أو مناصرة لهم وتحببا ، اعتذارا بما (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) وهي حالة سيئة دائرة من قبلهم عليهم من سلطة دائرة ، كأن لا يتم أمر محمد (ص) فيدور الأمر كما كان ، أو يتم أمره فدائرة الفقر البائرة إذ نحن فقراء وهم أغنياء ، أم أية دائرة مصيبة هي مصيبة علينا فتسمح لنا أن نسارع فيهم تقية!.
وهنا ندرس أن خشية «دائرة» كافرة على المؤمنين من قبل المعاندين لا تسمح لهم مسارعة فيهم في ولاية ، لا سيما وأن الله واعد لهم النصرة ، ولا تستثني (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) إلّا أهم الأمرين الأمرين في ظاهر الولاية دون أية موادة أم ولاية السلطة : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٣ : ٢٨).
ذلك ، وأما خشية إصابة «دائرة» دون يقين ، فمسارعة إليهم