انحلالا عن شروط الإيمان ، وقد وعدهم الله بالنصرة من عنده ، فذلك نقض لليقين بالشك ، ثم ولا تقتضي «تقاة» منهم تلك المسارعة المتحللة عن الإيمان ، فإنما الضرورات تقدر بقدرها دونما فوضى جزاف.
فما دام «عسى (اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) فلا مجال لتقية فضلا عن المسارعة فيهم.
و «الفتح» هنا ـ في عساه ـ عساه فتح مكة لمكان التعريف ، فإن كان فتحا قبله لكان «بفتح» أو أنه جنس الفتح ، وأبرزه في حاضر حياة الرسول (ص) فتح مكة ، ثم وما قبله من فتح وما بعده ، وأبرز الفتوح المستقبلة فتح صاحب العصر وولي الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، فقد يكون مثلث الفتح معنيا بالفتح من عنده والقدر المعلوم هو فتح مكة المتأيد ب (نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) ولا خشية حاضرة بعد فتح مكة على الذين في قلوبهم مرض ، الحضور حينذاك!.
ثم «وعسى» هنا من الله حتم ولنا ترجّ ، عدة للمؤمنين ، ووعيدا للذين في قلوبهم مرض حتى يرجعوا حاسرين عادمين (فَيُصْبِحُوا عَلى ما أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ)!.
ذلك «الفتح» فما هو (أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)؟ ذلك أمر يقضي على إمر «دائرة» مخشية تصيب المؤمنين ، أو يقضي على مسارعة الذين في قلوبهم مرض في الكافرين ، أو يفضح هؤلاء المنافقين ، فالفتح أبرز مصاديق (أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ) اختص قبله بالذكر لكي تحيل موقعه من قلوب المؤمنين ، ثم فتوح وما أشبه قبله أو بعده ومنها فتح بدر.
فهنا «الفتح أو أمر من عنده» هما من عند الله وعدا صارما ، تلطفا بالمؤمنين وتعطفا ، فلا شغل لهم فيها إلّا إعدادات إيمانية تستجلب هذه الوعود الخارقة للعادة من الله لهم وهم قلة وأعداءهم كثرة كثيرة وكما في