على المشركين : «وأنتم فما الذي دعاكم إلى القول بأن الأشياء لا بدء لها وهي دائمة لم تزل ولا تزال؟ لأنا لا نحكم إلا بما نشاهد ولم نجد للأشياء حدثا فحكمنا بأنها لم تزل ولم نجد لها انقضاء وفناء فحكمنا بأنها لا تزال.
فوجدتم لها قدماء أم وجدتم لها بقاء أبد الأبد؟ فإن قلتم إنكم وجدتم ذلك أنهضتم لأنفسكم أنكم لم تزالوا على هيئتكم وعقولكم بلا نهاية ولا تزالون كذلك ، ولئن قلتم هذا دفعتم العيان وكذبكم العالمون الذين يشاهدونكم؟.
بل لم نشاهد لها قدما ولا بقاء ابد الأبد.
فلم صرتم بأن تحكموا بالقدم والبقاء دائما لأنكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضاءها أولى من تارك التمييز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقضاء والانقطاع لأنه لم يشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الأبد»؟.
ـ إلى هنا نجده شكّكهم في قولة الأزلية للعالم ، ثم نراه يثبت حدوثه كالتالي : «أولستم تشاهدون الليل والنهار وأن أحدهما بعد الآخر؟» ـ نعم –
أترونهما لم يزالا ولا يزالان؟ ـ نعم –
أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار؟ ـ لا –
فإذا ينقطع أحدهما عن الآخر فيسبق أحدهما ويكون الثاني جاريا بعده؟ ـ كذلك هو –
فقد حكمتم بحدوث ما تقدم من ليل ونهار ولم تشاهدوهما فلا تنكروا لله قدرة –
أتقولون ما قبلكم من الليل والنهار متناه أو غير متناه؟ فان قلتم متناه فقد وصل إليكم آخر بلا نهاية لأوّله ، وإن قلتم إنه متناه فقد كان ولا شيء منهما؟ ـ نعم ـ