«أجلهم» (١٠ : ١١) واستحقاق قضاء الأجل بالشر ليس ليحيل نزول الملائكة ، وقد يؤمنون لو أنزلت!.
«أم هو قضاء أمر الحياة استئصالا لهم إذ لا يؤمنون؟» (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (٦ : ١١١) ف (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً. وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً. الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) (٢٥ : ٢٣) ولماذا يستأصلون حيث يجوز إيمانهم إن شاء الله!. أم هو قضاء أمر التكليف لأن انقلاب الغيب إلى الشهادة يرفع الابتلاء والتمحيص ، ف (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٣ : ٢١٠) وكيف ـ إذا ـ يزول دور التكليف؟.
علّ الأمر المقضي هو مجموع الأمور ، إذ لو آمنوا عند نزول الملائكة فلا ابتلاء بتكليف ، ولو أنهم كانوا من اهل الايمان ببرهان لكفاهم برهان الرسالة الذي تقبله العقول ، فان آمنوا قضي الأمر تكليفا وإن لم يؤمنوا قضي أمر حياتهم باستئصالهم كما هو سنة الله فيما بلغت الحجة مبلغ النار على المنار والشمس في رايعة النهار.
إذا فلا طائل لهم تحت نزول الملائكة إلّا زوال التكليف أم زوالهم ، فهو مستحيل في الحكمة الربانية التي تربي العباد بما يصلحهم.
والمحاولة الرئيسية القرآنية هي إخراج الإنسان من دائرة المحسوس الضيقة إلى إدراك أن هناك غيبا في ذاته ، ظاهرا بآياته ، والرسالة الملائكية تغلق ذلك المجال دون الإدراك الانساني ، فهي ـ إذا ـ نكسة إلى الوراء وارتجاع إلى الجاهلية المادية التي ليست لتصدق وراء