أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ـ (أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١٤ : ١٠) (فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) (١٢ : ١٠١).
ثم وهو الغني ذو الرحمة : (وَهُوَ يُطْعِمُ) روحيا وماديا (وَلا يُطْعَمُ)(١) في أيّ من حقول الطعام ، وكل ما في الكون مطعم مهما يطعم ، وأين إطعام من إطعام ، حيث المطعم من الخلق هو مطعم في أصله وفرعه ، في وصله وفصله ، وهو مطعم بما يطعم ومن حيث يطعم.
«قل» لهؤلاء الذين يتخذون من دون الله وليا ، و «قل» لكل من يشعر ويعقل (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) أولية في درجة الإسلام لا في الزمان والمكان ، حيث سبقه مسلمون كثير على مدار الزمن.
(وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) كما أنت أوّل المسلمين لله ، فلتكن أوّل المعارضين للإشراك بالله ، فأنت الأوّل الطليق في كلا السلبية والإيجابية لكلمة الإخلاص : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) : (لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (٦ : ١٦٣).
ذلك ، وكما كان محمد (ص) أوّل المسلمين ، كذلك ـ ولزاما له ـ كان أوّل العابدين : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٤٣ : ٨١) وأول العارفين منذ بداية الخلق إلى يوم الدين ، أوّلية
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٧ بسند عن أبي هريرة قال دعا رجل من الأنصار النبي (ص) فانطلقنا معه فلما طعم النبي (ص) وغسل يده قال : «الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ومن علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأ ولا مكفور ولا مستغنى عنه الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام وشفانا من الشراب وكسانا من العرى وهدانا من الضلال وبصرنا من العمى وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا الحمد لله رب العالمين».