إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٤ : ١٦٦)(١).
فالقرآن بنفسه شهيد وبينة من ربه وكما هو بنفسه بينة ويتلوه شاهد منه : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١١ : ١٧).
وهنا (أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ) تجعل القرآن المحور الأصيل للشهادة الإلهية على وحيه (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ) عن عذاب الله في يوم عظيم ، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
(وَمَنْ بَلَغَ) : من بلغ مبلغي منذرا كالأئمة المعصومين (٢) ، ومن بلغ
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٧ عن ابن عباس قال جاء النحام بن زيد وقردم بن كعب وبحري بن عمرو فقالوا يا محمد ما تعلم مع الله إلها غيره؟ فقال رسول الله (ص): (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) بذلك بعثت وإلى ذلك ادعو فانزل الله في قولهم (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً ...).
وفي نور الثقلين ١ : ٧٠٦ في تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهما السلام في الآية وذلك ان مشركي اهل مكة قالوا يا محمد ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟ ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول ، وذلك في أوّل ما دعاهم وهو يومئذ بمكة ، قالوا : ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا انه ليس لك ذكر عندهم فأتنا من يشهد أنك رسول الله قال رسول الله (ص): (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ...).
(٢) نور الثقلين ١ : ٧٠٧ في أصول الكافي بسند متصل عن مالك الجهني قال قلت لأبي عبد الله (ع) قوله عزّ وجلّ : الآية ، قال : من بلغ أن يكون إماما من آل محمد عليهم السلام فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله (ص) ، ورواه مثله العياشي عن الصادقين عليهما السلام ، وفي تفسير البرهان ١ : ٥٢٠ عن تفسير العياشي عن أبي خالد الكابلي قال قلت لأبي جعفر عليهما السلام (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ ..) حقيقة أي ـ