مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) (٢٦ : ٥).
(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) أن يكبر عليك إعراضهم لحد الإصرار بتطلّب آية ، أم أن يجبرهم الله على الهدى بأيّة وسيلة أماهيه من خلاف المصلحة رسولية ورسالية ، أترى ربنا يهدد رسوله الأمين هكذا أمام الكافرين؟ كلّا! وإنّما يعني بذلك أن يعلموا كما يعلم الرسول أنه ليس إلّا رسولا فليست بيده أيّة آية ، فليس عدم إجابته لمتطالباتهم المقترحة دليلا على عدم رسالته بعد ما جاءتهم الآية الكافية.
فمن الجهل أو التجاهل الإصرار بإتيان آية والله تعالى هو الذي يبعث الرسل بآيات كافية ، فتطلّب آية بعد آيات الرسالة الكافية تجهيل لله كأنه لم يكمل آية الرسالة ، بخلا عن تكميلها ، أو لا يقدر على إتيانها ، أو أنه ضنين برسوله أو برسالته فلم يزوّده بآية كافية ، أماهيه من جهالات بحق الرسل والرسالات والمرسل إليهم.
أو بعد ما أرسل محمد (ص) بآية القرآن الكافية فما هو المعني من تطلب آية بعده إلّا تجاهلا عن كون القرآن آية وهي الآية الخالدة ، فقد يتجاهلون بأحرى عن سائر الآيات مقترحة وسواها لأنها دون القرآن في قاطع الدلالة.
ومن ثم وحتى لو كانت هناك آية مبصرة كما القرآن في الدلالة فقضية خلود الرسالة الإسلامية تخليد آيتها الدالة عليه ، فلا بد ـ إذا ـ من التركيز على آية القرآن دون أية تحولة إلى آية أخرى ، اللهم إلّا استطرادية وعلى هامش القرآن.
كلام حول نفق الأرض وسلّم السماء.
«نفق الأرض» وهو سرب فيه له مخلص إلى غير ما هو ظاهر ، وهو السبب الأرضي استبطانا فاستنباطا لما في الأرض ظاهرها وباطنها ، غورا