في أغوار المادة الأرضية ، ذلك من الوسائل الربانية لاستكشاف المخبوء في العالم الأرضي لما دون حد الإعجاز لسائر المكلفين ، وآية ربانية رسولية أو رسالية لله رب العالمين.
كما وأن (سُلَّماً فِي السَّماءِ) هو السبب السماوي بنفس الاستبطان والاستنباط غورا في أغوار السماء ، إذا فآيات الله غير خارجة عن الأسباب ، لكنها خفية في أسباب الأرض والسماء الكامنة فيهما ، لا يعلمهما أو يقدر عليهما إلّا الله.
وليس الله ليسلّم نفق الأرض أو سلّم السماء لاستنباط الآية المعجزة لأحد من رسله تخويلا ، لأنه ـ فقط ـ فعله ، الدال على رسالة الوحي لحملته.
ذلك ، مهما كان نفق الأرض وسلم السماء فيما دون الآية المعجزة لكل من يستبطنهما فيستنبط منهما خبايا الخلقة المحيرة للعقول ، كسائر المخترعات والمكتشفات الحاصلة على ضوء تقدم العلم البارع الشاسع المحلّق على خبايا الأرض والسماء.
وكما أن (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)(٥٢ : ٣٨) تصريحة بسلاليم الوحي الرباني ، المستمع فيها محادثات الملإ الأعلى ، وإشارة إلى سلاليم الإذاعة والاستذاعة صوتية وصورية.
وكما ان «سببا» لذي القرنين كان من الأسباب الغيبية المخصوصة بمن هباه الله إياه ، كذلك نفق الأرض وسلم السماء في درجاتهما هما من العطيات الخفيات الربانية ، قد يتسبب بها على ضوء العلم إلى متبغيات من الحياة ، وأخرى على ضوء الإيمان بالله إلى كرامات ربانية هي العوان بين مسببات العلم ومسببات الآيات الربانية الخاصة الرسالية ، وثالثة يتسبب بها إلى إثبات الرسل والرسالات بإذن الله دون أي تخويل لأحد من