ذلك! ولا تقبل هذه الولاية الخاصة من معاني الولاية العامة إلّا الأولوية ، حيث المحبة والمناصرة هما ولاية عامة بين المؤمنين ككل.
ولماذا هنا (الَّذِينَ آمَنُوا) بصيغة عامة والقصد إلى شخص خاص أم أشخاص خصوص؟ حيث القصد جمع خاص هم في القمة العليا من الإيمان وهم ولاة الأمر المعصومون الاثنى عشر بعد النبي (ص) ، ولأن الحاضر منهم لم يكن إلّا علي (ع) معدا للولاية بعده (ص) لذلك أشير إليه بذلك العنوان المشير : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ولكي يعرف منهم أوّلهم بذلك النص الجلي والحث العلي ، كما وأن إيتاء الزكاة حال الركوع دليل باهر لا حول عنه على مدى سماحته وحنانه للفقراء لحد لا ينساهم في معراج ربه ، نفسية علية عظيمة تجمع بين كامل الاتجاه إلى الله وكافل الرعاية لعباد الله ، وهي مقام جمع الجمع الخاص بالخصوص من عباد الله ، حيث يجمع في حضنه كافة المعصومين الرساليين.
ذلك ، وكما أنه ترغيب لرعاية السائلين وإجابتهم في كافة الأحوال حتى الصلاة التي لا مدخل فيها لغير الله.
فالداخلون في هذه الولاية المثلثة ـ الموحدة في أصلها ، المتعددة في فصلها ـ أولئك هم حزب الله الغالبون (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فلأن (وَهُمْ راكِعُونَ) كعنوان مشير دلت على المعنيين من هذه الولاية الخاصة ، فلا تتكرر هنا ، اكتفاء ب (الَّذِينَ آمَنُوا)
__________________
ـ القصة الى أن قال : فكبر النبي (ص) وكبر اهل المسجد فقال النبي (ص) علي بن أبي طالب (ع) وليكم بعدي ، قالوا : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب (ع) ولينا فأنزل الله عزّ وجلّ : (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) فروي عن عمر بن الخطاب ...