ضوء آية تكميل الدين وإتمام النعمة ويأتي شطر آخر على ضوء آية التبليغ.
وفي رجعة أخرى إلى الآية فقد نجد «وليكم» دون «أولياءكم» تعني ولاية واحدة ثم «الله» ومعه (رَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) هم حملة هذه الولاية الواحدة المنحصرة فيهم ب «إنما» وحيث لا يصح الحصر لولاية المحبة والنصرة فيهم ، فإنما هي ولاية الأولوية بالأنفس والأموال ، فقد نتبين أنهاهيه مهما كانت ولاية الله هي الأولى الأصيلة المفيضة إلى الآخرين ، والمزيدة على ولايتهم في التكوين والتشريع وسائر الولايات الربانية.
فلو كانت الولاية المشتركة هنا مختلفة المعنى في المشتركين لكان المفروض إما «أولياءكم» أن تفرد الولاية لله ثم للآخرين تأمينا عن اللبس في معناها والمقام مقام الحصر.
فما أفصحه تعبيرا وأبلغه تفسيرا إفراد الولاية بالذكر ثم عطف الرسول والذين آمنوا به دون فصل ، وليست عناية غير ولاية الله للآخرين إلّا ثلمة في صرح الفصاحة وفتّا في عضد البلاغة.
__________________
ـ نحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا فقال علي (ع) صدقتم ليس كل الناس يتساوون في الحفظ.
وفيه في اصول الكافي بسند متصل عن احمد بن عيسى قال حدثني جعفر بن محمد عن جده عليهم السلام في قوله عزّ وجل (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) قال (ع) : لما نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ..) اجتمع نفر من اصحاب رسول الله (ص) في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض : ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم : ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب فقالوا : قد علمنا ان محمدا (ص) صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا ، قال : فنزلت هذه الآية (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها) يعرفون ولاية علي (ع) وأكثرهم الكافرون بالولاية.