المجتمعات التي كسدت وفسدت آذنة بالانهيار.
فالمجتمع الذي يسوده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل الصالحين هو المجتمع الراقي الحبيب ، والذي لا يسودانه هو مجتمع الباغي الكئيب.
وهنا سوط اللائمة على الربانيين والأحبار لتركهم المتخلفين عن قولهم الإثم وأكلهم السحت ، إنه سوط على كافة العلماء والمؤمنين الذين لهم ذلك المنصب ، صوت النذير بذلك السوط لكلّ ودونما اختصاص بالربانيين والأحبار ، وهو أشد والم لرباني الأمة الاسلامية حيث الشرعة كلما نضجت وارتقت وأخلدت وتوسعت اكثر فالمسئوليات أمامها لحملتها وسائر متشرعيها اكثر ، والخروج عن عبء هذه المسؤوليات أعسر.
ف «يا ايها الناس إنما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار اخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا» (١).
«وإن عندكم الأمثال من بأس الله وقوارعه ، وأيامه ووقائعه ، فلا تستبطؤوا وعيده جهلا بأخذه ، وتهاونا ببطشه ، ويأسا من بأسه ، فان الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي» (الخطبة ١٩٠ / ٤ / ٣٧٢).
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٢٩٦ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه انه قال في خطبته ، وفي نور الثقلين ١ : ٦٤٨ رواها عن الكافي بسند متصل عن يحيى بن عقيل عن حسن قال خطب امير المؤمنين (ع) ..