وترى (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) هو النازل عليه بلغة القرآن أم بلغة السنة؟ علّة بلغة القرآن وعلى ضوءه السنة في آيات الولاية الرسالية (١) ورواياتها حيث الأهمية الكبرى لمادة ذلك البلاغ تقتضي أن تذكر في القرآن والسنة بصيغ مختلفة ، ولكنها لمّا تبلّغ بصورة رسمية واضحة لا تقبل التأويل ، فللجمع بين نصوص الولاية بتفسير بليغ في ذلك الحشد العام الهائم أهميته المنقطعة النظير لهذا البشر النذير.
ولذلك نرى في خطبة البلاغ تركيزا بارزا على هذه الآيات وتلكم الروايات ، تبليغا بليغا فائق التصور ، بالغ التصديق الحقيق ، وأهم الآيات
__________________
(١) وتلكم الآيات أمثال آية : ٥ ـ التطهير ٢ ـ والمباهلة و ٣ ـ : آية الولاية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) وآية : ٤ ـ الطاعة : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وآيات ٥ ـ المودة في القربى وآية : ٦ ـ ميراث الكتاب (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) مكية ٧ ـ وأولوا الأرحام ، وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ٨ ـ وآية «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي ..» ٩ ـ ويوم يعض الظالم ١٠ ـ واني جاعلك للناس اماما ١١ ـ ويتلوه شاهد منه ١٢ ـ ومن عنده علم الكتاب و ١٣ ـ آية النصب «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» وهي بين مكيات ومدنيات تدل بمختلف الدلالات على خلافة العصمة بعد الرسول (ص) ومن الأحاديث حديث الثقلين والوزارة والباب والأخوة.
والمصرحة من هذه الآيات هي آية الولاية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ..) النازلة في نفس المائدة وآية الطاعة وآية الميراث وآية النصب ، ثم من بينها آية الولاية تبيينا لمعناها انها الأولوية وكما يظهر من «ألست أولى بكم من أنفسكم ..».
فآية التبليغ تحمل واجب البلاغ العام الجماهيري ببيان واضح ناصح عن هذه الخلافة المعصومة حيث الأفضلية الروحية قد لا تكفي سدا لثغر الاغتصاب فقد يقال إن القيادة الزمنية أمر غير القيادة الروحية وهما وإن اجتمعا في شخص الرسول (ص) ولكنهما بعده قد يقتسمان ، ولكن الولاية بمعنى الأولوية الطليقة الشرعية الشاملة للقيادة الزمنية والروحية تكفي بيانا عن هذه المهمة الكبرى ، فآية ميراث الكتاب والعض وذا القربى مكيات وبقية الثلاث عشر مدنيات.