لعبادة الله ، وطاوعوا في ذوات نفوسهم لطاعة الله ، واستعاذوا في كل ذلك بالله ، بعد ما قدموا طاقاتهم كلها لسلوك سبيل الله ، فمنهم من اصطفاهم الله برسالاته فعصمهم عن الأخطاء كلها ، تلقيا من الله وإلقاء وتطبيقا. فهم معصومون في هذا المثلث البارع ...
ومنهم من أيدهم وسدّدهم دون تلكم العصمة البارعة فخلصهم من سلطان الشيطان دون العصمة العلمية ، وقد يعنيهما «عبادي» هنا مهما اختص المعصومون في مجالات أخرى : (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ. إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (١٥ : ٤٠) كدرجة اولى ورتبة أعلى من «عبادي» ، ومن ثم درجة ثانية ليسوا من الغاوين مهما لم يكونوا من المخلصين : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ)
فعباد الله الخالصون لله مخلصين كانوا ام مخلصين ليسوا من الغاوين ، فلا سلطان عليهم من شيطان ، (١) ولا على غيرهم إلّا دعوة ودعاية متحللة
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٨٥ ح ٣٠٢ في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يذكر في حديث غير خم انه لما قال النبي (ص) لعلي (ع) ما قال واقامه للناس صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت فقالوا : سيدنا ما هذه الصرخه؟ فقال : ويلكم يومكم كيوم عيسى والله لأضلن فيه الخلق ، قال : فنزل القرآن (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) «فقال : فصرخ إبليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال : ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه (وَلَقَدْ صَدَّقَ ...) ثم رفع رأسه الى السماء ثم قال : وعزتك وجلالك لا لحقن الفريق بالجميع ، قال فقال النبي (ص) بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) قال : فصرخ إبليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال : والله من اصحاب علي ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتى ابغضهم إليك قال : فقال ابو ـ