لنهارها وقمرها آية ممحوة من ليلها وأجراهما في مناقل مجراهما وقدر مسيرهما في مدارج درجهما ليميز بين الليل والنهار بهما وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما» (١).
(... لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ).
كأن ابتغاء فضل من الله ، ومعرفة عدد السنين والحساب كلاهما من مخلفات آية الليل والنهار وان كان فضل الله يبتغى في الأكثر نهارا ، ولكنه لا يخص المادي منه حتى يختص النهار ، فالمعنوي منه أهم وأكثره بالليل ، وان كان الليل حسب الأصل وأكثريا للسكن والنهار للنشور ولكن : (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (٣٠ : ٢٢) (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٢٨ : ٧٣) وهذا جعل ثان ينوب الأول شيئا ما عند الحاجة وفيما لزم عكس الأمر وان كان الالتزام بالأول أحرى وأصلح لراحة الإنسان ، اللهم إلا في تهجد الليل فضلا روحيا.
__________________
ـ يقول العلم ، الا ان جعل القمر نورا منيرا ينافيه : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (٢٥ : ٦١) (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (٧٢١ : ١٦) ولم يثبت اكتساب نور القمر من ضوء الشمس علميا قانونيا لا يتخلف ولئن ثبت كان معنى محو القمر محو الأكثر من نوره الآن اكتسابا من الشمس إذ كان بالإمكان ان يجعله الله بحيث يكتسب من الشمس نورا تواطى نور الشمس ، الا ان هذا لا يسمى محوا اللهم الا إذا كان القمر بحيث يكتسب نورا من الشمس تواطيها ثم الله محاه ، اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا ، وقد يكون كيان نور القمر مما سكت الله عنه حيث احتمال هكذا محو في آية المحو لا يعد والاحتمال حيث الظاهر ان آية الليل هي الليل وآية النهار النهار ، وكون القمر نورا لا ينافي في انه يكسبه من الشمس ام ماذا؟.
(١) في نهج البلاغة عن علي امير المؤمنين (عليه السلام) ...