بهم (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ).
وترى إن جهنم جزاء لكل من تبعه في أية تبعة؟ وهنا لك غفرانات بتوبات ام شفاعات او ترك كبائر السيآت او فعل الحسنات ام ماذا! الجواب أن هؤلاء ليسوا أتباع الشيطان ، وإنما هم من كانت حياته حياة التبعية للشيطان مهما كانت له حسنات ام ماذا ، فرجاحة السيآت جزاءها جهنم مهما خرج عنها باستحقاق ام خلد فيها باستحقاق.
«اذهب» وحاول ما استطعت في احتناكهم فلا تملك منهم إلا كيدا ، وقد ملّكوا عقولا وزوّدوا بآيات الحق صدقا ، برسالات دواخل الذوات وخوارجها ، فهم أقوى منك في هذا الميدان ، إلّا من تغافل عن طاقاته ، وتجاهل عن بيناته (وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) هذه النعمة القوة بسوء اختيارهم.
وترى لماذا «جزاءكم» خطاب الحاضرين وهم غيّب وحاضر الخطاب هو إبليس؟ ... لأنهم أيا كانوا وأيان فهم حضور عند الله دون غياب ، قبل أن يوجدوا وبعده ، أحياء وأمواتا ، وان غائب الصيغة لا يشمله وهو حاضر «جزاءهم» وحاضرها تشمله وإياهم ، ثم وحاضر الإنذار أوقع من غائبه.
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً)(٦٤).
آية عديمة النظير تحمل فيما تحمل افتعالات الشيطان في أوامر اربعة لا تعني إلّا ما عناه «اذهب» دون دفع تكويني او تشريعي ، وإنما سماح وإنظار وأنه لا يمنع تكوينا مهما منع تشريعا : «فان جهنم جزاءكم»