(لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً)(٢٢).
قاحل يخلف اللّوم والحسر.
(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً* رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً)(٢٥)
آيات تجمع بين الوالدين في احكام أكثرها الإحسان بهما وكثير منها تجمع إليهما غيرهما ، وهذه مما تخصهما بالاحترام بعد الله لا تحريما للاحترام فقط وانما الإحسان وأي احسان (١) ولا تجد تفصيلا في غيرها كما فيها ، وقد تختص بالقضاء دون غيرها حكما ومحكوما له. محتوما مقضيا لا حول منه (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وقد نرى ردف الوالدين بالرب فيما يوصي او يقضي للوالدين الا قليلا يرد فان فيها بالله تدليلا على ان حق الوالدية كحق الربوبية وبعدها لأنها استمرارية للتربية الالهية ، فكما الرب الله لا يعبد إلا إياه ولا يساوى او يسامى به سواه ، كذلك الرب الوالدان لا يساوى بهما سواهما في الإحسان ، اللهم إلا رسل الله حيث يحملون من التربية الإلهية ما لا يحمله الوالدان اللهم إلا في الولادة الجسمية وتربيتها وقد يشمل «الوالدين» كلتا الولادتين الروحية والبدنية فهما على درجات : الوالد الروحي الأول وهو المجرى الأول للولادة الروحية : أهل بيت الرسالة المحمدية ، ثم من يحذوا حذوهم في التربية الإلهية ، ثم الأدنى الوالد الجسمي الذي لا يعني التربية الروحية ، ثم بينهما أوساط ، فكلما ارتفعت درجة الوالدية ارتفعت ميزانية الإحسان ، ثم
__________________
(١) راجع ج ٢٦ الفرقان ص ٢٩ ـ ٣٠٩ تفسير الآية «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً ... والذي قال لوالديه أُفٍّ لَكُما ... تجد تفصيل البحث في حقوقهما هناك.