الإحسان بالوالد الروحي يختلف عما للوالد الجسمي ، ويجمعها المواجهة بالحسنى في عشرة روحية اماهيه وفي الحديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «أنا وعلي أبوا هذه الأمة» وعن الإمام علي (عليه السّلام) «ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)».
هذه القضاء حكم تشريعي صارم وفصل قاطع حاكم تحمل سلبيات وايجابيات ، ترى أنهما تختصان ب «ربك» ام و «الوالدين»؟ أم تشمل كافة الايجابيات والسلبيات التالية الاثني عشر : أمرين ونواهي عشرة قد تحتملها الآية ، أو ان الشمول أقرب فإن (ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ...) أو أن الأوجه هنا اختصاصها بالرب والوالدين (١) ثم الشمول ، وجوه تحتملها الآية تلو بعض.
والحكمة هي القضاء بما يربط بين المنفصلات.
فان القضاء هذه تبدأ ب (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) وتنتهي بمثلها (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) حيث تجمعهما (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فسلبيات هذه القضاء بادئة من «لا اله» وإيجابياتها من «إلا الله» كما وأن (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) تحتل المحور الاساسي والمركز الرئيسي في كافة الاقضية التكوينية والتشريعية سواء ، فقصارى شرعة الإسلام وكل شرعة الهية هي (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ)!.
__________________
(١) قد توحي : أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ» دون وأن بالوالدين ام ماذا ـ باختصاص هذه القضاء بتوحيد الله ، ثم يتلوه «بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» ثم سائر الأحكام ، وقد تؤيده الآية السالفة لها «لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ ...» او ان القضاء لها مراحل ثلاث : لله ـ للوالدين ـ ولسائر الأوامر والنواهي التالية ، او يقال ان القضاء هنا قضى به لا فيه او عليه اوله او قضاه ، فان قضى به حكم تشريعي ، فلا تشمل إذا الا «أَلَّا تَعْبُدُوا ...» اي «بان لا تعبدوا ...» ثم «بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» اي قضى بإحسان الوالدين» بان أحسنوا بالوالدين إحسنا ثم لا موقع لسائر الأوامر والنواهي ولا سيما أن الأمر تقدير للباء ، فان «آت ...» لا تتحمل الباء ، اللهم الا «بان آت ذا القربى حقه كما في «بان أحسنوا ...».