هنا يؤمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شخصيا بالتهجد فاختصاص الأمر به إضافة الى صيغته يدلان على وجوب (نافِلَةً لَكَ) و (مِنَ اللَّيْلِ) يعني بعضه ، اقتسام له الى ثلاثة ابعاض : فبعض للعشائين وسائر الحاجيات ، ومن ثم النوم بين العشائين ام بعدهما ، ثم التهجد المقدر في أكثره ثلثي الليل وفي اقله ثلثه ، وفي متوسطه بنصفه (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (٧٣ : ٤) ولان «من الليل» تعني بعضه المفسّر في المزّمّل ف «به» تعني هذا البعض تهجدا به ، قياما في عبادته ، صلاة وقراءة للقرآن ام ماذا؟
ثم (نافِلَةً لَكَ) حيث تعني زائدة خاصة بالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلاة او طاعة نافلة على فرضه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دون الامة في فرض صلاة ام وقراءة ، لا زائدة على فرض الأمة حتى تعني مقابل الفريضة ، حيث النافلة المستحبة على فرضهم لا يخصه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)! إذا فهي فريضة زائدة عليه بين سائر المكلفين (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٠٤ في تهذيب الأحكام باسناده عن عمار الساباطي قال : كنا جلوسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) ما فقال له رجل : ما تقول في النوافل؟ فقال : فريضة ـ قال : ففزعنا وفزع الرجل فقال ابو عبد الله (عليه السلام) انما اعني صلاة الليل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان الله عز وجل يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ).
وفي الدر المنثور ٤ : ١٩٦ عن ابن عباس في قوله : نافلة لك يعني خاصة للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) امر بقيام الليل وكتب عليه واخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في سننه عن عائشة ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ثلاث هن علي فرائض وهن لكم سنة : الوتر والسواك وقيام الليل.