وهي «له» حيث (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) وان كانت عليه تكليفا ، ولأنه من أفضل الخاشعين وهو أوّل العابدين فليست العبادة له حملا وكبيرة (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ).
ولان الصلاة هي المذكورة مسبقا دون القرآن ، إذا فهي (نافِلَةً لَكَ) صلاة زائدة لك على فرضك ، مهما شملت قراءة القرآن في صلاة وسواها ، إلّا أن آيات المزمل بشأن ترتيله في قيام الليل تضم ترتيل القرآن إلى صلاة الليل ، قرآن الصلاة ام سواه : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) كما وأن القرآن هو روح الصلاة!
(عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) ... بذلك التهجد الصارم ولأنك أفضل الخلق أجمعين وانك اوّل العابدين «عسى ...» فما هو ذلك المقام المحمود؟ هل إنه الرسالة الختمية؟ وقد بعث بها! ام إلقاء قول ثقيل (قُمِ اللَّيْلَ ... إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)؟ وذلك حتم في تلكم الرسالة موعود «سنلقي» ، و «عسى» موضع ترج دون حتم! أم إنه العصمة العليا والقمة الأعلى من مقامات الولاية؟ فما هي وانّى؟!
بما انه لا حمد إلّا لله ولا محمود إلّا الله ، اللهم إلّا ما عساه يبعثه الله (مَقاماً مَحْمُوداً) فليكن قمة في الاولى واخرى في الاخرى ليست لأحد من العالمين وهي الولاية الكبرى هنا والشفاعة الكبرى هناك ، حيث الحمد مطلق ، فلتشمل ولايته في الدنيا كل العالمين ، ان تشمل شرعته كل العالمين» (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٤٨ : ٢٨) كما وأن ولايته الرسالية تشمل كافة المرسلين (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٣ : ٨١) ثم سلطانه النصير في فتح العاصمة الرسالية بعد ما ضاقت