ولم يتواعد عليها» (١) اللهم الا التبذير ، فانه أخوة للشياطين فلا يشمله إلا بسطا كل البسط ، وليس منها! ام التقتير ولم يكن منه طول حياته المشرفة.
(وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً)(٣١).
الإملاق هو الإنفاق او كثرته لحد الافتقار و «الإفلاس» (٢) تستعمل لازما ومتعديا ، وخشية إملاق كما تعني إفلاس الآباء بالإنفاق. كذلك تعني إفلاس الأولاد ، فأية خشية لإملاق الآباء أو الأبناء ام كليهما لا تقتضي قتل الأولاد كما لا يقتضي إملاق الإنسان دون ولد أن يقتل نفسه حيث الكافل للارزاق إنما هو الله.
وترى لماذا هنا خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ... وفي الانعام (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (٦ : ١٥١)؟
إملاق الأنعام هو واقعه دون ما هنا فانه خشيته ، فواقع الإملاق هو للآباء فلكي لا يزداد إملاق على إملاق كانوا يقتلون أولادهم تخفيفا لوطئة الإملاق ، والحل هو (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) ابتداء بكم حيث الولد يأتي برزق والديه ، ثم إياهم ، كما يأتي برزقه ، إذا يزول إملاقكم بأولادكم ثم لا يكونوا أمثالكم في إملاقكم.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٦٠ في اصول الكافي بسند متصل عنه (عليه السلام) في حديث طويل يفسر آيات القضاء تفسيرا اجماليا شموليا.
(٢) نور الثقلين ٣ : ١٦٠ عن تفسير العياشي عن إسحاق بن عمار عنابي عبد الله (عليه السلام) قال : الحاج لا يملق ابدا قال قلت : وما الاملاق قال : الإفلاس ثم قال : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ) ورواه مثله عن أبي ابراهيم (عليه السلام) ايضا.