الى فجرها : فالظهران (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) ولو كان الدلوك خصوص البداية لما شملت العصر ، ولا الظهر بعد الظهر ، والعشاءان (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) و (قُرْآنَ الْفَجْرِ) فجرا وكما في أحاديثنا.
وغسق الليل غاية ظلامه في منتصفه ومنحدره كما الليل الغاسق هو المظلم ، ولأن بداية الليل هي مغرب الشمس دقائق بعد غروبها ، ونهايته بدقائق قبل طلوعها ما صدق الليل بداية ونهاية ، فمنتصف الليل هو الوسط بينهما ، لا بين المغرب وطلوع الفجر ، فانه ليس غسق اللّيل مهما كان وسطا لما يسمى ليلا شرعيا ، وتفسير غسق الليل بمنتصفه في أحاديثه تفسير لغوي دون اصطلاح شرعي خاص (١) :
فغسق الليل هو بداية زواله وانحداه كزوال الشمس ، كما يروى عن الامام الصادق (عليه السلام) في جواب السائل : «زوال الشمس نعرفه بالنهار فكيف لنا بالليل؟ ـ قال (عليه السلام) : لليل زوال كزوال الشمس ، قال فباي شيء نعرفه؟ قال. بالنجوم إذا انحدرت» (٢) وعن
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٢٠٠ ح ٣٧٠ عن تهذيب الأحكام باسناده عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سألته عما فرض الله من الصلاة؟ فقال : خمس صلوات في الليل والنهار فقلت : هل سماهن وبينهن في كتابه؟ فقال : نعم قال الله عز وجل لنبيه (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ودلوكها زوالها ففي ما بين دلوك الشمس الى غسق الليل اربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن وغسق الليل انتصافه ثم قال : وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فهذه الخامسة.
أقول : وفي تفسير العياشي يروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) تفسير الغسق بالانتصاف ، ومثله فيه عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام).
(٢) وسائل الشيعة باب ٥٥ من أبواب المواقيت ح ١ و (٢) ح ٢.
أقول : وليس انحدار النجوم الا في غاية الظلام وهي وسط بني غروب الشمس وطلوعها لا فجرها ، وكذلك زوال الليل ، وليس انحساب بين الطلوعين في باب ـ