تعم منذ زوالها الى غروبها ، وهو وقت الظهرين إجزاء ، وبذلك يجمع بين اللغة والرواية المفسرة لدلوكها بزوالها وغروبها ، بل هو لغة من لغاتها (١) والسنة القطعية تقول : انه زوالها (٢) وعلّها تعني مطلق زوالها منذ البداية عن كبد السماء ، وحتى النهاية في غروبها من قرصها ، وفيما تختص بالزوال الاوّل تعني اوّل وأفضل زوالها :
إذا فهذه الآية المكية تشمل الصلوات الخمس من بداية زوال الشمس
__________________
(١) لسان العرب وروى ابن هانئ عن الأخفش انه قال : دلوك الشمس من زوالها الى غروبها.
وقال الزجاج : دلوك الشمس زوالها في وقت الظهر وذلك ميلها للغروب وهو دلوكها ايضا ، ومثله قال الزجاج والقفال : اصل الدلوك الميل يقال مالت الشمس للزوال ومالت للغروب ويقال للشمس دالكة إذا زالت نصف النهار وإذا أفلت.
(٢) الدر المنثور ٤ : ١٩٥ ـ اخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله : أقم الصلاة لدلوك الشمس قال : لزوال الشمس» أقول : علّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يعني مطلق الزوال ، وان كان يعني بداية الزوال في لفظ آخر كما أخرجه ابن جرير عن ابن مسعود (رضي الله عنه) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اتاني جبرئيل (عليه السلام) لدلوك الشمس حين زالت فصلّى بي الظهر واخرج ابن مردويه عن انس (رضي الله عنه) قال : كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يصلي الظهر عند دلوك الشمس وروى الواحدي في البسيط عن جابر انه قال : طعم عندي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأصحابه ثم خرجوا حين زالت الشمس فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هذا حين دلكت الشمس» وروى في الكشاف عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال : اتاني جبرئيل (عليهم السلام) لدلوك الشمس حين زالت فصلي بي الظهر.
أقول : واتفقت رواية اهل البيت (عليهم السلام) ايضا انه زوالها ، كما اتفقت الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وما رووه عن علي (عليه السلام) لا يعني الا الدلوك الأخير للشمس لا دلوكها كله.