ترى ولماذا يوصف ربنا بالسميع البصير دون الثلاثة الاخرى : اللامس ـ الشام ـ الذائق؟ عله لأنها تختص بحواسها الثلاث دونهما حيث يعمان حسيهما بعضويهما ودونهما من السمع والبصر المجردين ، ثم السمع والبصر من كيفيات العلم دون الثلاثة الاخرى الخاصة بالحس ، حيث لا ذوق ولا شم ولا لمس وراء الحس.
فمن الأسماء ما يخصه لفظيا كمعناه : الرحمن ـ الخالق ... ومنها ما يخص خلقه فيها : المريض ـ النائم ـ الذائق ـ اللامس ـ الشام ... ومنها ما نشارك ربنا في لفظه دون معناه : العالم ـ القادر ـ الحي ـ الموجود ـ السميع ـ البصير.
والضابطة العامة في أسماءه أن تجرد عن معاني الخلق وصفاته الى ما يخصه إلها ليس كمثله شيء.
ثم هذه الرحلة المنقطعة النظير للبشير النذير التي تفوق كل زمان ومكان رحلة مختارة من اللطيف الخبير ، وهي آية عجيبة من آيات الله ، ليريه من آياته الكبرى ، مهما كانت آية ـ في هامشها ـ للمرسل إليهم ، تفتح القلب على آفاق عجيبة في الكون ، وتكشف عن الطاقات المخبوءة في كيان هذا الإنسان ، والاستعدادات الخارقة المنقطعة النظير التي يتهيأ بها لاستقبال الفيض المطلق من السميع البصير انه لطيف خبير.
(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً)(٢).
كتاب موسى هو التوراة ولماذا هنا الكتاب بدل التورات؟ عله لمحة من «الكتاب» بما كتب فيه وفرض عليهم. كما الكتاب ككل هو كل ما