إنسان بواحدة منها ، تصبح دليلا لا مرد له على رسالته الإلهية ، كبيرة كانت ام صغيرة ما دامت هي آية رسالية.
ان آية الإسلام : القرآن ـ تعيش الفطر والفكر والعقول ، ترسم للاجيال منهجا للحياة لا حول عنها ولا محيد ، خارقة فكرية وعلمية لا تحمل مادية مقتصرة على الحواس ، محتصرة بجيل خاص ، وهم الذين يعيشونها ، وإنما تتخطى الأجيال ما طلعت الشمس وغربت ، دون غروب لشمسها ، او عزوب لنورها.
فهذه الرسالة الأخيرة لا تصحب ما صحبت الأولى من خوارق عابرة دائرة ، اللهم إلّا هامشية لا تعني إثبات هذه الرسالة عناية اصلية ، وإنما تعني فيما تعني إخراج هذه الرسالة من الشذوذ فيما يخيل الى ناس هم في الحق نسناس!
ثم الأولون في هذه الآية هم كلّ الأمم قبل الأخيرة الإسلامية ، وهؤلاء الآخرون ، فلا ضرورة ولا رجاحة في ابتعاث الرسول الأخير بمثل ما أرسل الأولون ، كما وان مادة الرسالة الاخيرة تختلف بشطر منها وخلودها عن سائر الرسالات.
ولو كانت هنا ضرورة او رجاحة في الإرسال بالآيات التخويفية لأرسل بها محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولكنها كانت في الأوّلين.
(وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً)(٦٠).
«و» اذكر (إِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ) قاله الرب تبارك وتعالى في آيات عدة بصيغ عديدة : (وَكانَ اللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) (٤ : ١٠٨) (وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (٤ : ١٢٦) حيطة العلم والقدرة ام