كذلك ومعرفة السنين والحساب من مخلفات آية الليل والنهار ، لا إحداهما ولا النهار فحسب ، بل قد يكون الليل بآيته أحرى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (١٠ : ٤) (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً) (٦ : ٩٦) (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) (٥٥ : ٥) أترى بعد ان الليل بآيته لا حساب له ولا حسبان ، وهما زميلان متضائفان في الحسبان؟!
فلو كان الليل والنهار بآيتيهما سرمدين لم يعلم عدد السنين والحساب ، ولكن خلفة الليل والنهار علم لهما ولليوم ، وسبعة اليوم للأسبوع ، ومنازل القمر لايام الشهر ، واثني عشر الشهر للسنة ، فمحو آية الليل تدريجيا حيث قدره منازل هلالا وبدرا ومحاقا ، وابصار آية النهار ، انهما متعاونان في معرفة عدد السنين والحساب ، كما ان محو القمر حيث لا يضيء كالشمس يميّز الليل عن النهار.
وترى ما هو الفارق بين علم عدد السنين والحساب ، وعدد السنين من الحساب؟
عل الفرق بالعموم المطلق فان عدد السنين حساب وليس كل حساب عدد السنين ، فانه هنا عدد في السنة شهورا وفصولا وأسابيع وأياما وساعات ، فالحساب لما دون السنة فعلم عدد السنين ـ وطبعا القمرية ـ والحساب في أجزائها من مخلفات محو آية الليل وإبصار آية النهار.
فالليل والنهار بآيتيهما آيتان كونيتان تشيان بدقة الناموس الذي لا يصيبه خلل بأية علل فهما دائبتان حتى القيامة الكبرى (لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) ـ