الأولى أولا وفي الثالثة ثانيا وفي الثانية ثالثا ، كما في سحرة موسى ورجل من آل فرعون.
ثم السنة الرسالية تقتضي تركيزها على قوم الرسول أولا ثم منهم الى سواهم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢٦ : ٢١٤) ثم أهل بلده ولا سيما الألد منهم (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) (١٩ : ٩٣) (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) (٣٦ : ٦) ولا شك أن الرسالة المحمدية عالمية كما تنص عليها آياتها وتدلنا عليه غاياتها.
فموسى وكتابه هدى لبني إسرائيل أولا (١) ولفرعون وملائه ثانيا ، ولسائر الناس أخيرا.
(أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً).
هل المخاطبون هنا هم بنو إسرائيل؟ وغيابهم في (لِبَنِي إِسْرائِيلَ) يقتضي غيابهم هنا «ألا يتخذوا»! ام للمسلمين المخاطبين متنا في وحي القرآن؟ وما هي الصلة بين هدى موسى وكتابه والا يتخذ المسلمون من دون الله وكيلا؟ وهدى موسى تختص أمته!.
المخاطبون هنا هم بنو إسرائيل الحضور زمن الخطاب وعلى طول الزمن بعده فان رسالة موسى منذ بزوغه كانت هدى لبني إسرائيل السابقين على الدعوة الإسلامية ، ألا يتخذوا هم ولا تتخذوا أنتم من دون الله وكيلا.
والانتقال من الغيبة الى الحضور دأب يدأبه القرآن بمناسبات شتى.
وهل تختصر رسالة موسى وتحتصر في (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً)
__________________
(١) فضمير الغائب في «جعلناه» كما يرجع الى كتاب موسى كذلك الى موسى ، فموسى بكتابه وكتاب موسى هدى دون انفصال.