بمدى كمال الإسلام ونبوغه وعظم المسلم وبلوغه ـ
فهل ان ذلك التبذير الحاضر في تلك الساحة الفسيحة من منى ، ذلك من شعائر الله ، ام من شعائر الجاهلية الجهلاء وأضل منها وأنكى؟!
(لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) حية وأضحية ، وهل ان من خيرها اضحية ان تبذر وتهدر هكذا أمام عالم من البطون الجائعة الغرثى التي لا عهد لها بلحوم وسواها؟ كلا! وان ذلك شرّ ما أنحسه وأتعسه ، ف «لكم فيها شر» حيث تقدمونها للديدان والمحرقات والجرافات ، وتعفّنون بها جوّ منى ، جاعلين ساحة البيتوتة الذكر ، والمشاورة بين الجموع ، ساحة محرجة مهرجة ، كلّ يعد الساعات والدقائق للفرار!
(فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها) حال كونها «صوافّ» مصطفة للنحر ـ او الذبح ـ (فَإِذا وَجَبَتْ) وسقطت «جنوبها» وظلت ميتة صالحة للأكل منها (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) (كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
اجل «كذلك» المذكور المأمور به المشكور ، ان تختاروا خيرها ، وتذكروا اسم الله عليها وتأكلوا منها وتطعموا .. لا أن تختاروا شرها النّكر ، فتذكروا سوى اسم الله عليها كما المشركون ، ام لا تذكروا عليها اسما كما الملحدون فتصبح ميتة لا توكل ولا تطعم.
او ان تذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها تذروها في محالها وتهدّروها فتعفّنوا الأجواء بها ، او تحرقوها ام تدفنوها!.
كذلك المعقول المشكور (سَخَّرْناها لَكُمْ) لا هكذا اللامعقول المكفور (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الله على ما رزقكم من بهيمة الانعام «لا» «لعلكم تكفرون» بنعمته ، إزهاقا لأرواحها ، وإفناء جنونيا وحشيا للحومها ،